كيف أصلي وأضمن أن يستجيب الله دعائي؟

 

الصلاة ثلاث أنواع:-

  1.  انفرادية: (في سرية تامة) "وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذي في الخفاء.  فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية". (مت 6 : 6)

  2.  عائلية: وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات. لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم. (مت 18: 19)

  3.  جمهورية:  ويشهد لنا الروح القدس أيضا. لأنه بعدما قال سابقا (عب 10: 15)

لا يليق لأي شخص أن يصلي أمام مجموعة من الناس بأعلى صوته بخصوص أشياء وطلبات شّخصيّة لا علاقة لها بصلوات عامة موحدة يشارك فيها باقي المصليين في المجموعة الحاضرة، هذا النوع من الصلاة الارتجالية أو اجتماعات الصلاة  لم تذكر في الكتاب المقدس. اجتماعات الصلاة عامةً ليس لها وجود في عقيدتنا القبطية بل هي ظاهرة تستخدمها الطوائف البروتستانتية وطوائف أخرى تميل إلى طريقة تعاليمها.

جماعة المؤمنين كما تعلمون يجتمعون داخل الكنيسة كل أسبوع لحضور بركة القداس الإلهي الذي يقام عدة مرات في الأسبوع. الصلاة بمفهومها القبطي هي جماعية موحدة الذي فيها يرد الشعب وراء الكاهن بصوت واحد إلى الرب بخشوع ورعدة. في أثناء القداس إذا أراد المصلي أن يطلب طلبة من الرب فيطلبها بصمت فإن الرب قادر أن يسمعه. وأيضاً لا يجوز للنساء أن يتكلمون في الكنيسة ناهيك عن الصلاة..الكتاب المقدس نبهنا في (1كور 14: 34-35) "لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. 35 ولكن إن كنّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة."  الكتاب المقدس هو كلمة الله ويجب من الكل أن يخضع له، فيقول رب الأرباب "لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا.....لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة"

إن الصلاة هي التعبير الطبيعي عن الشعور الروحي عند الإنسان نحو خالقه. وهي أيضاً صلة بين الإنسان المخلوق والله الخالق. وهي بمثابة حديث مع الله؛ يناجي فيها الإنسان خالقه، فيشكره في حالات الفرح، ويستغيث به في وقت الضيق، ويحمده على بركاته وجوده في كل الأوقات. ومهما كان موضوع الصلاة، سواء للشكر أو الحمد أو التسبيح أو الاستغاثة، فالمقصود أن يكون المصلي في شركة روحية دائمة مع الله.

كيف تقام الصلاة؟

 ليس هناك ما يفرض على الإنسان الوقوف والسجود أو الجلوس في أثناء الصلاة، وإن كان الإنسان يحب أن يسجد أو يقف خاشعاً كتعبير عن الخضوع واحترام هيبة الله. فالله يهتم أساساً بأن يكون الإنسان في شركة روحية عميقة معه، وأن تنبع صلاته من قلب مؤمن خاشع حقاً وليس مجرد كلمات محفوظة عن ظهر قلب.

 والكتاب المقدس لا يحدد أوقاتاً معينة للصلاة. فالإنسان المصلي يستطيع أن يصلي في كل زمان ومكان. ومن المفروض أن يصلي الإنسان لأجل نفسه ولأجل الآخرين. لأجل الأقرباء والأصدقاء وحتى الأعداء، ويجوز للإنسان المصلي أن يطلب من الله ما يحتاج إليه للجسد والنفس، على أن يطلب أولاً ملكوت الله وبره.

 ومع أن الكتاب المقدس لا يحدد أوقاتاً معينة للصلاة، إلا أنه يوصينا بأن نصلي دائماً. فيقول: "صلوا بلا انقطاع."(1 تسالونيكي 5 : 17)، ويقول أيضاً: "واظبوا على الصلاة والطلبة." (أعمال الرسل 1 : 14).

ويقول سيدنا المسيح: "...ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل." (لوقا 18 : 1).

فعلى الإنسان أن تكون حياته حياة صلاة. ومن المهم أن نبدأ اليوم وننهيه بالصلاة والدعاء وقراءة الكتاب المقدس بانتظام يومياً.

    قلب طاهر:

سيدنا المسيح يريد قلوباً نظيفة، وأفكاراً نقية، تتجه إلى الله بإيمان وطهر. لذلك يمكن للإنسان أن يصلي وهو في عمله، وهو في بيته أو في مدرسته أو بجامعته أو في أي مكان آخر. أما الطهر فلا يتأتى باغتسال الجسد بالماء فقط بينما يظل القلب فاسداً؛ فالمهم هو أن يكون قلب المصلي طاهراً وفكره نظيفاً، وجسده أيضاً نظيفاً. وأن تكون الصلاة باسم سيدنا المسيح. لماذا؟

"لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1 تيموثاوس 2 : 5).

يحتاج الإنسان إلى وسيط لمصالحته مع الله، الذي يستوجب عدله أن يموت الإنسان بسبب خطاياه. وذلك لأننا ورثنا جميعاً من أبينا آدم طبيعته الساقطة، إذ فقد آدم حياة الاستقامة التي خلقه الله عليها وذلك لأنه عصى أمر الله وتمرد عليه.

"بإنسان واحد (أي آدم) دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع." (رومية 5 : 12).

وعدل الله يقتضي عقاب الخاطئ بالموت الأبدي في جهنم، وبئس المصير.

ولكن الله في محبته ونعمته لم يترك الإنسان للهلاك، فدبر له خلاصاً وحدد له الطريقة التي يمكنه بها أن يقترب إليه سبحانه غير خائف من الدينونة، فأصبح نسل آدم الساقط مسئولاً عن قبول هذه الطريقة.

لقد دبر الله طريق الفداء بنفسه، إذ جاء إلى أرضنا وتجسد من عذراء، ليصلب ويموت ويقوم من الموت من أجل خلاصنا وتبريرنا.

"فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله." (1 بطرس 3 : 18).

"لقد ذاق المسيح بنعمته الموت لأجل كل واحد. " (عبرانيين 2 : 9).

    لقد مات سيدنا المسيح نيابة عنك شخصياً، مكفراً عن خطاياك، حتى يخلق فيك طبيعة جديدة وقلباً نقياً طاهراً متى آمنت به.

إن سيدنا المسيح هو ".. حمل الله الذي يرفع خطية العالم." (يوحنا 1 : 29).

عزيزي القارئ الكريم:

إن قبلت كفارة سيدنا المسيح، وموته على الصليب وقيامته من أجل تبريرك،

نلت حياة جديدة وقلباً طاهراً نقياً.